وبالحديث عن الدور الحيوي للمجتمع المدني في إنجاح الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة. إن المجتمع المدني لم يعد مجرد مراقب خارجي، بل أصبح لاعبًا أساسيًا في إعادة تشكيل المشهد المحلي.
في المقام الأول، أهمية مراقبة العملية الانتخابية. فالمؤسسات المدنية يمكن أن تسهم في رصد الخروقات، وتوثيق التجاوزات، وضمان نزاهة العمليات الانتخابية، مما يقلل من احتمالات التزوير أو التأثير على إرادة الناخبين.
كما أن المجتمع المدني له دور كبير في التوعية والتثقيف السياسي. من خلال حملات التوعية، يستطيع المجتمع المدني شرح أهمية الانتخابات البلدية للمواطنين، وتوضيح صلاحيات البلديات، وتحفيز الناخبين على اختيار الكفاءات بدلًا من التصويت بناءً على الولاءات الطائفية أو المناطقية.
جانب آخر بالغ الأهمية هو دعم المرشحين المستقلين. ففي بيئة سياسية يسيطر عليها النفوذ الحزبي، يحتاج المرشحون المستقلون إلى دعم معنوي ومادي ومساندة لوجستية للوصول إلى الناس. يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا محوريًا في إبراز هؤلاء المرشحين، وتقديمهم كبدائل حقيقية قادرة على التغيير.
وفي الختام، التأكيد أن المجتمع المدني، عبر عمله المنظم والمهني، قادر على المساهمة في إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وبناء بيئة انتخابية نظيفة، تكون مدخلاً حقيقيًا لإحداث تحولات إيجابية في الإدارة المحلية في لبنان.